نص:
{ مِن سوناتات الأنا / مَن يعزف }
إيقاعُ الُّرنوِّ على طبلةِ الانتظار ، تدغدغُ مساماتِ الحنين ألتخلعُ جلدَ وطنِ العصافير
وااااااااااو... ما أعذبَ أوتار القلبِ حينما ترسمُ بسمة على وجهِ نسمة ، تطاردُ وقْعَ أقداميَ الراقصة بوجهِ الريح ... ، كورالُ فرادسِ الإنهيارِ في أحضانِ الرحيق ... يصدحُ بمارشاتِ فراشات هالاتِ قُدَّاساتِ بروق ، نزوةِ المروقِ من جوقةِ فرسانِ الكماناتِ الحوراء الصالات ، حين يتسامى شذاها إلى .. ذؤاباتِ فجرٍ غافٍ على نهدِ القيدِ العتيق ، زقزقةٌ تبحث عن ضَيِّ عَينَيها ، لاتبعثُ رسائلَ العشق ، تكتفي بالتعرّي بين جَفنَي القمر ، وتغوي فحولةَ البوقِ أليحرقُ الآفاقَ ، بدلالِ أعشاشِ أصداءِ ريشِها المحترق ، على شفاهِ الشبق ، وأناملُ بيانو الصقيعِ المتناثرِ الضفاف ، تنسلُّ بعَماء ، بينَ شهَقاتِ مراكبِ جمرِ الإشتهاءِ المرجومِ الينابيع ، أوه ضاعتِ النوتة !!! ، سأعود مواطناً عربياً.
..............
مشهد تعبيري تجلت فيه المشاعر الإنسانية بأبهى وأصفى وأصدق صور لها ...مع بروز واضح وصارخ للصوت الأحادي ، اعتمده الكاتب وهو الصوت الوجداني الذي تطلقه الروح المتألمة
غالباً مكامن الوجدان المتألم تكمن في (الحاجة إلى الإنتماء ) للحياة بمضمونها الإنساني
والكاتب هنا لامس إنسانيته (تدغدغُ ،مسامات ،حنين ،وااااو ، وووو )فسعى لتكسير عرى الوحشية الأولية (انهيار ،مارشات ،نزوة ،قيد ،وووو ) والبحث له عن (وجود ) خلاق جديد تنفلت فيه الروح الحبيسة .وجود يكون أكثر إشباعاً له والذي يسعى من خلاله إلى غيظ مقيده
وهنا عمد الكاتب إلى أسلوب مبتكر مميز جدا وهو الصراع على البناء بين خصائص ذات (جميلة هادفة )وخصائص لا ذات (سيئة متوحشة ظلامية)
فرادسِ الإنهيارِ .....أحضانِ الرحيق ...
نزوةُ المروقِ...... جوقةِ المرجانِ الأحورِ العيون
ذؤاباتِ فجرٍ غافٍ .......نهدِ القيدِ العتيق
فجاءت العبارات /الذاتين /وكأنها تؤدي رقصة محورية /وجودية/
رقصة كان على أشد عواطفه جهوزيةً وتألماً ...كان يدرك أن الإخفاق في تحقيق هذا البناء يعني الجنون أو الدمار للذات وكان ذلك واضحاً بتهكمه (سأعود مواطناً عربياً ) إشارة منه للضياع العربي ..
- علينا أن نخرج عقولنا من الثلاجة على حد تعبير أدونيس لنرى ذلك الضوء الذي تنشده .....