نص:
..... اللآتي } 2018 ... ثم ..؟؟ { الفائت.....
................. !!
.........................؟؟
هي زفرةٌ صدأتْ .......... بين جدران دمعتي
........................................................... / أعِدْ ..أعِدْ ...
سأدونُ في موسوعة غينيس ...احلامي
وأنام
......
حقيقة لا أدري من أين أبدأ فهذه هي روعة النصوص التشكيلية تفرض نفسها كلوحة تعبيرية مليئة بالتفاصيل والدلالات .
سأبدأ بالعتب على نقادنا وأدباءنا والعتب الأكبر على باحثينا و مؤرخينا ...أن توقفوا ولو قليلاً .فهذا الرسم :
..... اللآتي } 2018 ... ثم ..؟؟ { الفائت.....
ولن أقول إلا رسم اختصر ميثولوجيا الوجود الحي الكائن في المطلق الساكن
لو دققنا في العبارة لوجدنا أن الكاتب رسم دائرة وبالنظر لباقي المفردات وبمقاربة بسيطة نجد أنها تشبه دائرة المدار الأعظم والتي مثلتها ميثولوجيات الشعوب عامة / الافعى التي تعض ذيلها ، الصليب الملتف ...، رموز و نصوص سأورد ها لاحقا لمن يهتم / ورغم التغير والتطور إلا أنها جميعا حافظت على نفس العناصر فيما يخص مبدأ الأشياء ، امتدادها / حالها ، ونهايتها .
ما قام به الكاتب هو تقديم نص/رسم تناص ميثولوجي شعوبي (لا أرى مانعا من النسب إلى الجمع ما دام يفيد المعنى بشكل أوضح ) .
- أولا الكاتب كتب النص بتاريخ /1 /1/ ...أو لنقل أول العام / بغض النظر عن السنة 2018 أو 2019 أو قبل أو بعد ...المهم أنه اختار نقطة هي نعم نقطة بدء ، لا آخر ولا وسط ولا .. الخ وإنما دلاليا أراد بها الإشارة الى نقطة إنطلاق وهذا جاء متماهيا مع معنى وفكرة النص .( نظرية التكوين )
- في العبارة التالية قلنا أنه رسم دائرة ؟؟؟
..... اللآتي } 2018 ... ثم ..؟؟ { الفائت.....
باﻹنتباه لوضع الأقواس وكيفية تموضعها نلاحظ أن الكاتب لم يحدد بداية الجملة ولو أجرينا امتداداً مكانياً /إعتماداً على النظرية القائلة بكروية الأرض ، للمقطع { الفائت ....ستلاحظ بنهاية الأمر أنه سيلتقي المقطع .....اللآتي } لتصبح العبارة على الشكل :
{ الفائت. .....اللآتي } وبذلك تكون أغلقت العبارة / الدائرة جامعة مبتدأها بمنتهاها محققة الخروج من حالة الصمت والإمتداد الأزلي الساكن إلى الكون المتحرك طواعية ،فبالدوران المستمر للعبارة نلاحظ كيف أن الكلمتين {الفائت. ...اللآتي } تتناوبان بالأمكنة بما معناه النقطة تارة تكون مركزاً وتارة تكون على المحيط وهذا الشكل من التداخل إنما هو دلالة على الإكتمال الأزلي للمطلق الساكن .
(الفائت ، اللآتي ) هما لفظتان غائيتان لا تشيران إلى محدد أو تعطيان أي ملامح عنه، وتعريفهما ب ال التعريف لم تخرجهما من نكرتهما .
1- الفائت//المنصرم الذي مر وانتهى يكافيء مكاناً خالياً
2- اللآتي //البعيد المنال والذي لا يمكن أن يصل يكافيء مكاناً أيضاً خالياً
من 1 & 2 نجد أنه ضمن هذه الدائرة أو القبة الكروية مجرد عماء ولا أي مدلولات وبالتالي ظلمة وعتمة
وهي حالة الأوقيانوس البدئي والتي أشارت إليها أغلب الميثولوجيات ( المصرية .البابلية .الأورفلية..الخ ) . وهي العنصر الأول (العماء ) الذي اعتمدت عليه نظرية التكوين
- لكن من نقطة وقوف الكاتب نلاحظ أيضا أنهما تشيران الى اتجاهين متعاكسين/ وراءه ، أمامه (سالب ، موجب ) وهذا إنما دلالة على صراع المتناقضات ضمن الساكن / العنصر الأول / الإقيانوس ، والتي تولدت عنها الموجودات ؟؟ (و هو العنصر الثاني ) .
أي موجودات ؟!!!
بالرجوع لحركة الجملة بعد أن أجرينا عليها الإمتداد المكاني نلاحظ أنه تم إخراج / 2018 ... ثم ..؟؟ خارجا لتصبح العبارة على الشكل :
{ الفائت.... اللآتي } 2018 ... ثم ..؟؟
أي نتيجة الدوران تولدت لدينا / 2018 ... ثم ..؟؟ وهي معطيات الكون الأولى ،
يتساءل الكاتب وإن يكنْ / ثمَّ / ملحقا التساؤل بالنقطتين /../ وهما دليل توتر وحيرة مع التأكيد بإشارتي استفهام / ؟؟ / ، عن ماهية هذا المتولد .
وجاء الجواب : ( هي زفرةٌ صدأتْ ......... بين جدران دمعتي .................................../ )
وما استخدامه ل /ياء /المتكلم في /دمعتي / والتي تدل إلى ( أنا ) الفرد الكائن/المعطى ، وتجليه في الزمن / 2018 / إلا محاولة من الكاتب أو تمهيد / مقدمة للمطلق ليدخل في التاريخ المرئي / العيني ( المحسوس ، الملموس ) .
- زفرةٌ هي عملية إخراج / طرح / دفع للهواء من داخل الجسم لخارجه وهي دليل حياة ،روح كامنة
- صدأتْ : لن أغوص بمعانيها المعجمية المتعددة سنأخذ المعنى العلمي الأكثر شيوعا وهو عملية الأكسدة التي تؤدي إلى تآكل الحديد وتغيير شكله ...إلخ
وعليه نخلص إلى روح تجول/تحوم ، لا شكل لها ولا هوية
.....بين جدران دمعتي : للوهلة الأولى يحسب القاريء أن هناك تناقضا ما ، فالروح التي تجول لا شكل لها ولا هوية كيف عساها تستقر وترتكز بالعين إذ أن الدموع مسكنها /منزلها هو العين ؟؟
حقيقية هو يرنو إليها كحلم أو كحالم وما تواجدها بعينه إلا انطباع لصورتها المحلوم بها ، وكلمة /أحلامي/ فيما بعد تؤكد وتدعم القصد .
ولا يأتي الحراك / الحركة بما هو مرتجى فاااااااا
أعِدْ ..أعِدْ ...
سأدونُ في موسوعة غينيس ...احلامي
وأنام
نلاحظ من الجرس الصوتي ، والصوري المكثف في النص وكأن مواجهة تحدث بين المطلق الساكن الأزلي وبينَ الحركة الدائمة والتي تود الخروج والإتيان بشيء جديد
ما أشبه هذا المقطع من النص بإيحاءاته بحركة *(فخذ البيكار ) الذي طاف المدار الأعظم وأكمله ثم عاد لنقطة بدئه .
يبقى السؤال عن أي عماء تكلم الكاتب وأي تكوين جديد أراده ، وأي حراك ؟؟؟؟؟
- قدم لنا الكاتب نصاً / رسماً كما الدائرة الصغيرة المقفلة تمحورت حول فكرة إعادة تدوير التكوين// إعادة إنتاج حياة جديدة غير تلك التي نشهدها في هذا الواقع المر ،سائراً خلال السيكولوجية الإنسانية من جيل إلى آخر .... متتبعاً لمسالك/لثقافة اللاشعور الجمعي بما يجري للأوطان .....
---------------------------------------------------------------
هامش :
*( فخذ البيكار ) :
كان للتصوف الإسلامي موقفا واضحا من ذاك المطلق الساكن / الصامت الذي أشرت إليه أعلاه وقد عبر عنه بلسان محي الدين بن عربي بقوله << يرجع فخذ البركار في فتح الدائرة عند الوصول الى غاية وجودها إلى نقطة البداية ،فارتبط آخر الأمر بأوله وانعطف ابده على ازله ،فليس إلا وجود مستمر ،وشهود ثابت مستقر >> لمن يود الإطلاع مراجعة محي الدين بن عربي / الفتوحات المكية ،ج 1 الصفحة 22 .
- وأما فكرة ارتباط ذاك المطلق بالمدار الأعظم فقد عبر عنه الشيخ عبد الكريم الجبلي / القرن السابع الهجري .
<< واعلم ان أبده عين أزله و أزله عين ابده...إلخ >> أيضا لمن يود الإطلاع كتاب الإنسان الكامل ج 1 الصفحة 103
- أيضا الفكر التاوي عبر عن ذات الموضوع بدائرة /يانج ..ين ) المعروفة
- ونصوص سومرية رائعة جدا وأخرى بابلية و رموز ونقوش منذ العصر النيوليتي / الصليب الساكن - بلاد النهرين ....الصليب الدائر - سامرا ( الألف الرابع ق .م