تضاربت الآراء و وقع جدال على إمكانية اعتبار أن علم الدلالات هو السيميائية؟ ! وذلك لأن الحيز فيما بينهما بسيط جداً . 

على المستوى الغربي /ربما يمكن اعتباره كذلك وذلك لعدم الحاجة للجوء والتواري خلف الإنزياحات كون الوعي الفكري والديمقراطية الفكرية في انفتاح متدحرج نحو الأمام 

أما على المستوى العربي بالحقيقة هناك فرق ، فزيادة على ما اعتمده علم الدلالات فإن السيميائية (انتهجت العمقية في التفكيك و السيميائية الصورية المكثفة ) ولعل ما ساعد بذلك هو الوضع المشتعل على الساحة العربية والحروب التي لا تنتهي والصراعات والتمايزات الطبقية هذا والوعي الفكري في قمقمه يغط بسبات عميق  

مرآة لا تنطق عن الهوى واحدة من النصوص التي تصلح لتكون نموذجاً مثالياً لشرح أو لتوضيح تلك المسافة الضيقة ما بين الدلالة والسيميائية 

هي نعم مرآة لا تنطق عن الهوى بل مرآة نطقت عن واقع مُر مُزرٍ باعتماد السيميائية الصورية صور تشكيلية تستدعي ذاكرة القاريء رغما عنه، تثير مواطن الإحساس الجمالي لديه ، عاكسة واقع الحال للمجتمع والعصر بفيض هائل من الصور .

ترفع الستارة لنرى أول انعكاس مُتخيل محسوس ومدرك عن الواقع( الممتد ) والجو العام 

عباءة سُهدِ  تُباح

….. تعبُّ

لألاءَ الترقُّبِ 

المُـ

……………………ـبَـ

………………………………..ـدَّ ……………

………… دِ

على لمعة حذاءٍ 

يشـ ……………………… ـقُّ صمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت الامس

المثقل بأصداف ضحكاتٍ

غامرتْ 

بالطُّفُوِّ على سطح صخرة يتيمة تروي 

قصص الطفولة المكسـ …………………………… ـورة النظرة 

….. / اوكار الظلمة القادمة مع الريح الصفراء لاتبسم لنسمات بسمةٍ فقيرة الجيب 

 

النص هو نص محاكاة ( منولوج ) مسرحي تراجيدي 

استطاع الكاتب وقبل ان يبدأ الحوار أن يمهد للعرض  بموسيقا تصويرية تجلت بالصور التصويرية (التوصيف)  المكازماني / والتي عكستها (المرآة ) هنا أود الإشارة إلى أنه غلبت على النص السيميائية الصورية بكل أشكالها :

- موسيقية/جرسية/ ترقب ، ضحكات ،وقع خطوات ، ريح صفراء ، نسمات ،بسمة ، إضافة للتقطيع والمد الحرفي والفصل 

 - مشهدية ( الدخول والاقتحام ) تباح ، سيقلِّبون ، باحثين عن.       

 - مادية كتلية / عباءة ، حذاء ، باب ،سلالم ، شجر ، صخرة ، طرقات ، طيارة ، دفاتر ،اوكار ،جحور ،الخ .

استخدام لفظة /مرآة/ يعني أن الصور لا شك بصرية عاشها وعاينها الكاتب على أرض الواقع .

/عباءة سُهدِ (لألاءَ الترقُّبِ )    تُباح   تعبُّ /

عباءة : نوع من اللباس الفضفاض توضع على البدن / تحيط به فتغطيه /تحجبه بكامله بقصد الحماية ( برد ، حر ، ستر ...) 

تاويلياً يمكن أن ينوب عنها الأم التي تحمي صغارها أو السور الذي يحمي المدينة (المجتمع العربي كونها زي خاص بالبلاد العربية ) وهذا السور يمكن أن يكون مادياً /من مادة (حجري ) أو فكري ( ثقافي ،اقتصادي ،سياسي ،اجتماعي 

،إلخ ) يعمل عليه مجموعة من النخبة ،هذا السور يبدو أنه يقظ قليل النوم متنبه /سُهدِ  - لألاءَ /أصحاب وإضفاء صفة الترقب عليهم يعني أنهم محكومون يترقبون عصفور الأمل عائدا يحمل غصنا أخضرا يرسم الضحكة على وجوه الطفولة المسلوبة فيعيد للحياة رونقها ...لكن هذا كله تبخر  مع القادم غير المأمول قدومه ،تبدد /المُـ 

……………………ـبَـ

...…………………………..ـدَّ ……………

………… دِ ، يشـ ……………………… ـقُّ ، المكسـ …………………………… ـورة ، إلخ /

 ( روعة الفضلي في التشكيل أنه يوائم بين المعنى والشكل الخارجي مستغلاً أي تفصيل ليظهر النص بأوضح صورة للمتلقي نلاحظ كيف بعثر الكلمة لتؤاخي المعنى) .

تُباح : يباح السر يصبح بمتناول الجميع ، أرض تباح أي أصبحت مداسا لكل عابر سبيل . 

المفعول فيه معلوم / العباءة (السور الفكري ) وهو لم يقل تنتهك أو تهتك دلالة على حدوث الفعل مرة واحدة/فاعل محدد  وإنما قال  تُباح أي هي عرضة لتكرار الفعل بتناسل  فاعلية /الفاعل غير محدد غير محصور بضمير ظاهر (هو ربما مستتر لكن أفعاله ستشي به ).

تعبُّ : من عباب على وزن فعال 

تعبُّ // تمخر أي تخرق ويتم الولوج إلى صميمها .

- لمعة الحذاء كانت أل تعريف ذاك القادم فكما الأحذية البسيطة الرثة المعفرة بثرى الأرض هي حدوة العامل الفلاح الكادح ذو الدخل المحدود والفكر الصافي المقاوم ، غير المخادع ،كذلك الأحذية اللماعة والبدلات السموكي  وربطات العنق هي أل تعريف المنافقين /الحيتان 

- / اوكار الظلمة القادمة مع الريح الصفراء لاتبسم لنسمات بسمةٍ فقيرة الجيب /

وهل الاوكار تمشي ؟؟؟ 

أوكار :هو مكان ثابت للتواري , تُعد فيه الخطط وتناقش وتوزع المهام , يمكن أن يكون تحت الأرض أو فوقها ( منزلا. خيمة . نفقا . جحرا  ) نستطيع القول أنه مكان التجمع أو مركز قيادة منه تخرج القرارات وكونه يستعمل للتخفي فلا شك أن يتم التخطيط والإعداد به لأشياء سيئة فكلمة /الظلمة/ أعلنت بوضوح عن ماهيتها . ودلاليا يمكن أن ينوب الرأس عن الوكر كونه مكان تجمع الأفكار وكلمة /القادمة / أنسنت الأوكار وعلى ما سبق فإن : (الأوكار) تكافيء (رؤس) وبالتالي بشر ( فئة ، مجموعة ، رهط ، فصيل ، مكون ما  ...آلخ) تحمل أفكار متخلفة سوداوية /مظلمة / كانت سبب في بلاء الوعي بعماء  وجهل مستمر ...

وهذه القادمة على متون/ حوامل لها / ريح صفراء / : نلاحظ أن الكاتب أعلن عن صداقة متينة أو لنقل تشابه إيديولوجي فيما بينهما ،فلو أخذنا العبارة 

( أوكارالظلمة القادمة  مع  ريح صفراء  ) بداية لما لم يقل الكاتب رياح ؟؟؟ هنا تجدر الإشارة إلى استخدامات الكلمتين (رياح و ريح ) .

من المتعارف عليه أن هناك أنواع من الرياح منها ما هو عقيم وهي السوداء والحمراء والصفراء  ، وأن كلمة ريح تستخدم في موارد العذاب والألم أي (سلبية) واتباعها ب ( صفراء ) أكد المؤكد ، يمكن أن يقال صحافة صفراء (مخادعة ) ، أقلام صفراء ( مواربة غير صادقة ) ، ريح صفراء (ضارة تجلب الموت ) .

بينما تستخدم كلمة رياح في موارد الرحمة والبشارة والخير ، رياح السموات ( الماطرة ) ،يرسل الرياح مبشرات إشارة للرسل والانبياء 

وعليه فإن الرياح مبشرات خير وتكافيء الوعي والانفتاح بينما الريح مبشرات سوء وتكافيء الظلمة والتخلف .

 خلاصة التفكيك تفضي إلى:

اوكار  = رؤوس سوداوية الفكر (مركز .مصدر منبع )

الظلمة = السواد ،العماء ،التخلف بما معناه هي بلاء . 

ريح = مورد بلاء . مصدر

صفراء = عقم . بلاء .مرض 

وعليه نحصل على :

 - أوكار و ريح // موارد 

الظلمة و صفراء // بلاء

بلإجماع كلاهما (موارد بلاء) وبالتالي دعاة فساد وجهل 

- بقي ان نشير الى أن أوكار لفظة مكانية ثلاثية الأبعاد (X. y.z )

 وريح لفظة جوية أحادية البعد (O ) الزمن إشارة منه إلى العمق الزمني باتجاهيه التاريخي (الماقبلي والمستقبلي)،فالكاتب لم يخترهما عشوائياً بل كان قاصداً متقصداً ليقول وليؤكد ذالك التكاتف والتماهي الإيديولوجي الممتد الذي أشرت إليه سابقا ، فيما بين الفاعلين المشار إليهم أعلاه ، على أرض الواقع /الواقع المفعول فيه ، بالمختصر يمكن أن نقول :

 بلاء فكري متدحرج (أرضي) من قبلُ ، مع ( جو عام ) من ثقافة جمعية مسمومة آنية/ حالية ، لا شك أنه سيقود إلى غد مبتل أيضا كونه أشار إلى إتساع الصحبة كما سنرى في المقاطع اللاحقة  .

وفيما لو اعتمدنا على البناء النحوي الذي حصلنا عليه (أوكار ريح... الظلمة صفراء ) جمل اسمية مبتدأ وخبر أو حتى صفات مضافة ، لحصلنا على بناء تأويلي مفاده ( بلاء المبتلي) . إذا هذه السيالة الفكرية السمنية العسلية (من سمن و عسل) ،إن جاز التعبير لهؤلاء  كيف لها أن تتقاطع وتيارات أخرى متضادة معها ؟!!!

( لاتبسم لنسمات بسمةٍ فقيرة الجيب ) سأحاول أن أعمل مقاربة لنتبين دلالية هذه العبارة  .

- نسمات هي من جنس الريح إلا أنها لطيفة عليلة منعشة (توقظ وتنبه ) خيرة تجلب الفرح والسعادة عكس الريح (شرحت أعلاه) ،ألحقت بكلمة بسمة وهي تكافيء الانفراج والتفاؤل 

- فقيرة الجيب : نقول جيب مائي كلسي . جيب غضاري . جيب نفطي غازي . جيب في الملابس توضع به النقود والثبوتيات إذا هو عبارة عن جعب صغيرة ملحقة تحوي رصيد أو مخزون داعم بما معناه هناك ملكية (مادية ،فكرية) وبالتالي إمكانية ،وعندما نقول فقيرة الجيب أي فقير الخيارات ولا حول له ،لكن ماذا لو تبسمت له الأيام ولاحت له بلأفق انفراجة فلا شك أن هذا لن يسعد هؤلاء ( أن يتبسم فقير يعني هناك رغيف خبز ) أن يرتفع صوت فهذا يعني هناك وعيا ما عليهم إسكاته/تجهيله ، وبالتالي فضيحة ما عليهم ترقيعها .

إذا هناك حراك(بلبلة) ما والوضع يستوجب التصرف ،

القول (نصا) و الفعل (واقعا) لذلك نجد أن الكاتب قام بعد توصيف واقع الحال تصويريا بوضع إشارة النقطتين إعلانا منه للنتائج المتأتية .

(إصطراع منولوجي حواري غالبا يسبق لحظة الانفجار الضغطي بثوان )

  : .....افتحِ الباب 

افتحهاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا دونَ احتجاب

..................

هنا تجدر الإشارة إلى تعدد شخصيات أو لنقل مرجعيات الأصوات الساردة (المتحاورة ) مع محاولة واضحة للكاتب بإشراك المتلقي في الهم .

للوهلة الأولى تشعر أن هناك تناقض! ! كيف يطلب الإنزواء (التواري ) خلف ...ثم يقول افتح دون احتجاب 

لفظة الوجه تدل على أن هناك جسد ... هذا يقتضي أن (كلمتك) // الجسد وهو ذاك الجسد الذي أحاطه السور (العباءة ) سبق ايضاحها .

جسد مسلوخ الوجه يعني أنه فاقد لكل الحواس (لايرى .لا يسمع .لا يتكلم .لا يشعر ....إلخ) إذا هو جسد (بلد .مجتمع ) شبه ميت ،مسلوب وهذا ما يجلب الذل .كلمة انزو فالإنزواء أن يأخذ الشخص وضعية المتواري المنهزم ...إذا افتحهاااااا دون احتجاب إذ لا داعي فليس هناك ماهو غير مباح ومعمول به ومسيطر عليه وتحت الإبط 

و/افتحها /هنا جاءت بمعناها التضادي أي اغلقها (سك على الموضوع ) و /انزوي 

-الصوت الصارخ المتألم المتصارع مع ذاته عبَر عنه بالمد الحرفي افتحهاااااا ..مؤكدا ما من رجاء ، استسلم وغُض الطرف فهم / سيقلبون /..و..وو

- نسج نصي دقيق وصياغة مستندة على صياغة عمد إليها الكاتب في بناء نصين (ظاهر و دلالي تحتاني ) باعتماده الألفاظ التضادية فظهرا وكأنهما شخصين كل منهما يدعم ظهر الآخر بظهره .

/ فتحتها ...أنا لا أملك المفتاح!/

كيف فتحها وهو لا يملك المفتاح ؟!!

أراد أن يقول فتحتها فأنا لا أملك المفتاح لإغلاقها /الباب ( هوة الوعي )

المفتاح هنا أراد بها الكاتب المقدرة أي أنه لا يملك المقدرة على إغلاقها ، وعلى مبدأ (الباب الذي تأتيك منه الريح اغلقه واستريح ) ، لفظة الإغلاق جاءت تقديرية ضمنية ولا يقصد بها المعنى الحرفي / السد والابتعاد والانسحاب والهزيمة ... ابدا الإغلاق هنا لفظة (تضادية ) أراد بها هنا الفتح/الطرح أي فرد الموضوع ومناقشته وإيجاد حلا لإنهاء الأمر وردم هذه( الهوة ) على بينةٍ وعندما يقول الكاتب انه لا يملك المقدرة على إنهاء هذا الموضوع (البلاء )المشار إليه بداية فهو يشير إلى خراب ودمار وتخلف فكري من الصعب يبدو إصلاحه ..العالم مفتوح ويتقدم إلا أننا مغيبون 

…./ زقاق الدفاتر المدرسية مفتوحٌ ( …!!!؟؟ ) على طيارتِكَ الورقية لكنَّهُ اصم

عبارة فيها من التهكم والألم المبرح من الخذلان الشيء الكثير ..لما أصر الكاتب على الصمم دون باقي الحواس إذ سبق وأشار إلى الجسد المسلوب (المسلوخ الوجه ) أراد التأكيد على عبثية المحاولة إذ استنفذ كل ممكن 

- الصمم تخص حاسة السمع وهي آخر حاسة يفقدها الميت أي بفقدانها يكون الإعلان نهائياً بأن الموت مؤكداً - ومن جهة أخرى نستطيع القول أن السمع هو أول الإدراك والفهم 

وبالتالي الكاتب اختار النقطة الحاسمة فهي بوابة العبور ما بين  الموت والحياة ..

ثم إن الأصم يمكن أن يرى ويفهم بالإشارة لكنه لا يفعل/مسلوخ ../ لأنه مولي باتجاه آخر وكأنه برمج(دعم من قبل حوامله كما أسلفت) على مفهوم ما وبدأ يدافع عنه وهذا ما يسمى بالسوبر تخلف أي أن ينهي الإنسان نفسه بنفسه .

الإشارة واضحة في المقطع التالي 

……. لقدِ إتَّسعتْ 

حفرةُ اسرارِ الخطواتِ العمياء

صُحبةَ حادي أُبُوَّةِ ألهَلْ من إبرةٍ لِرفْيءِ ثُقبِ السماء


إتَّسعتْ الاتساع حركة انتشارية  فهؤلاء/ أوكار الظلمة القادمة / أصحاب الرؤوس والفكر الظلامي (على حد تعبير الكاتب كما ورد بداية النص) ازداد فعلهم العمائي بفضل دعم لوجستي مقدس ؟؟

اتسعت الخطوة أي جد بالسير ليصل هدفه وبالتالي 

اتساع حفرة الخطوات العمياء (الظلامية ،المتخلفة) أي ازدادت هوة الوعي وتفاقمت فذاك الآتي الداعم جاء ليضفي عليها الشرعية  بحكم جلباب القداسة الذي يرتديه . 

حادي هو من يسوق الإبل وينشطها لتجد السير في حال تقاعسها ..حادي //فاعل اذا هو المحرك ، العقل المدبر ....الهل من إبرة ...مايهل من الإبرة هو الخيط وهو ما يستخدم للتصليح والرتي والترقيع و وحده من يستطيع فعل ذالك ،متفرد وكأنه نبي بقدرته ،فلو أخذنا كلمة أبوة هي دلالة لرأس الهرم أو القوم ، المدبر (الخيط) بالتالي ذالك الأبوة / المتبني للموضوع ومتزعمه جاء مستنهضاً فصار الحادي حداة /اتسعت صحبة حادي أبوة .../ والداعي دعاة ،وتجمل القبح والفساد والواقع المر .

- وطغى الطوفان/الفساد واكتظت الطرقات بأولئك الذين خدعتهم الأقوال والشعارات والعناوين الطنانة الرنانة البريئة ..

كل الطرقات تتعثّر

بأجنحة الهروب الى

…………………………… منفى الاسماء البريئة

واضح ان الكاتب فرد واقعاً مهيمناً مسيطراً عليه في كافة مفاصل حياة الفرد /المواطن ، حتى أنه لم يترك له خيار جُرد ، عُري ،نُفي ،حصار ،سلب ، كتم أفواه ،حتى الرؤى المستقبلية الشابة الفتية هزمت أمام الهدهدات المهترئة والتي أكل الزمان عليها وشرب 

/وحصار شواهد قبور الذكريات للحلم الآتي

.. يخنق شفاه منعطفات المقل الراكضة 

امامَ صور الثرثرة العجائزية الاحضان/

 الخبز // استمرارية الحياة الجسدية وهو يحتاج حطب ليصنع لينضج ليقوم بوظيفته  

 - الثورة // الحياة الحرة الكريمة وهي تحتاج لرافع لها يشعلها /أناس أحرار ،فكر حر /

فكما الجسد والأمعاء تنتفض أثناء الجوع تطالب بالخبر كذلك المجتمع الفرد ينتفض أثناء غياب الحياة الكريمة يطالب بالثورة ليحيا كإنسان حر كريم 

وبالتالي الخبز = الثورة 

الحطب // الوعي 

لكن هذا الخبز /الثورة أو لنقل الانتفاضة ، لقد سرقوه  صادروا حطبه /وعيه  بعد أن مسحت الأدمغة بوعود المنابر الصدٍاحة

/(صورة فوتوغرافية..:مشط اللوعة يسرِّحُ خبزَ المنابر)..فقد صادروا حطب الغابات المسحورة/

تقبل الأمر لقد نزل تصنيفك وخسرت نجمة = اخلع احد سني ممالك ضيائك

لكن العاتيات تستنهض الحر = هذر الملاحم يصحي فرسان معابد الوفر 

كفى ولتخرس ، إياك والظن بأنك قادر على تغيير شيء = لاتفُه ببنت امنية . 

يأت الإعتراض ب/لكنَّي/

نلاحظ كيف عاود الكاتب إبراز ملامح الحوار الإصطراعي حد الذهان وذلك ليؤكد ضجيج الواقع المقلوب مفاهيمياً والذي انعكس في المرآة فظهر واقعاَ حقيقياَ وثقته انفعالات المتلقي والتي حرص الكاتب على العمل عليها .

/ لكنَّي اضعتُ عناوين سواقي ترحالي بين النجوم 

الساحاتُ القفراءُ الوعد 

مازالت تتناسل في جحر أملي 

وأنا أعزل الحتين

ماذا لو واقعتُ عمتي النخلة ..؟؟؟ 

……………….. هل يرجمونني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟/

اضعتُ : فقدت أضاع الشيء فقده لعدم اهتمامه واكتراثه به أو لإنشغاله عنه بما هو أهم  

عناوين : غالبا هي ما تعلق في الذاكرة ويمكن أن تكون عناوين ( كتب . بلد .إقامة .شارع . منزل . دائرة حكومية .مركز .معتقل . ..إلخ ، ويمكن أن تكون محطات زمنية من عمر الشخص )

النجوم : دلالياَ غالباَ ما تصنف الأماكن/النزل ، بعدد نجومها حسب درجة فخامتها ( فنادق . أوتيلات . معتقلات . سجون ...إلخ )

سواقي : ممرات مائية تشقها المياه بقصد الري والسقاية  (رافدة ) للأرض ، إذاَ هي لفظة مكانية (معابر وقنوات ) ودلاليا يمكن أن تكون لفظة زمانية وتنوب عنها (السنوات) الرافدة للعمر خاصة وأن الكاتب أتبعها ب ( ترحالي ) أي تنقله فلولا انه على قيد السنين لما ترحل ... من السياق التحتاني العام للنص نخلص إلى مايلي :

بعد كل ذاك الإقصاء والإصرار عليه بالإذعان للأمر الواقع والتنحي يتساءل الكاتب : ماعساي أفعل لقد هدرت العمر ومرت السنون ما بين معتقلاتكم وسجونكم على كافة مستوياتها( نجمة . اثنتان .ثلاث ....الخ ) فلم يبقى منها ما يعتب علي ،ربما ملت مني وما عادت تسعني ،وحتى لكثرتها ما عدت اعرف مواقعها...

 وبذات الوقت مازال لدي الأمل بتلك الإنتفاضات (النخبة التي تشكل الأرضية الحقة للإنطلاق والتغيير) ، والتي لم تثمر بعد/الساحات القفراء الوعد/ ولم تحقق غايتها  وهنا أراد الكاتب أن يقول إن مسبباته للترحال بين معتقلاتكم ونجومها مازالت قائمة .

اذا ما الحل !!!!؟ من جهة سجونكم كفرت بي ...ومن جهة أخرى مسبباتي قائمة ؟؟؟؟

وأنا أعزل الحتين 

حتين هي المثنى من حتى وهي من الكلام متعددة الوظائف / التأويلات 

- ( جارة ) تعمل عمل حرف الجر وتكون بهذه الحالة انتهاء زمني أو مكاني / /  إلغاء للغاية ..

- (عاطفة ) تعمل عمل حرف العطف وتكون بهذه الحالة عاطفة للغاية ( أكلنا الخبز حتى فتاته )

فعندما يقول الكاتب انه اعزل الحتين هذا يكافيء الآتي:

أعزل أي لا يملك إمكانية إقاف الزمن وبالتالي إلغاء الغاية ، غاية النخبة/الساحات ، وعليه مسبباته التي تدفع الآخر لقمعه ، وبالتالي لا يمكن إلغاء الهدف /هدفه طالما الزمن مستمر 

أعزل ....ولا هو بقادر عطف الغاية اي تأكيدها واتمامها حتى خواتيمها فالعقبات المانعات تعجيزيات/مقدسات ، والشعوب مازالت تتخبط بالعماء /التجهيل المفروض ...

بشديد البساطة بات الكاتب/ المواطن المجتمع مقطوع الحيل لا قوة له ، حتى ماعاد بقادر لا على حمل ولا على جر 

ويأت الجواب : 

 ماذا لو واقعتُ عمتي النخلة ..؟؟؟ 

………….. هل يرجمونني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟/

أوليسوا هم من جعلها لنا سَبيلا في حال تقطعت بنا السُبل ؟!

- النخلة : ورد ذكرها في القرآن وحكي الكثير عنها في الأحاديث النبوية وعن الفوائد الجمة التي تقدمها هذه الشجرة من جذورها وصولاً لثمارها وظلها حتى غدت دواء لكل داء و وصفت بالعمة النخلة (رغم الجدل حول هذه العبارة ) إلا أنها كادت ان تؤله لكثرة ما تم توجيه الناس للإلتجاء إليها فهي تصلح لكل حالات عوزهم ومرضهم وحاجاتهم وكل يتناول منها حسب نوع حاجته ومرضه ( الرطب .اللحاء .الأوراق .الانساغ .الجذور ...الخ) كله مفيد ومثبت صحيا 

ماهي حاجة الكاتب منها !؟ ماهو عوزه ....

سأتوقف عند كلمة /واقعتُ/ لن أبحث معجمياً ولن أجردْ وأجذر سآخذ أقرب معنىً والواضح من سياق الجملة

واقع على وزن فاعل 

واقع الرجل المرأة ، زوجته // ضاجعها 

 وهي تتم لغايتين :

- الأولى بهدف المتعة ووو....إلخ 

- والثانية بهدف الحصول على ذرية وأبناء ونسل ودم جديد وووو....إلخ 

ولو أجرينا مقاربة لهما مع مضمون ما توصلنا إليه بعد سبر غور النص أعلاه لأنتفت الأولى ،فالنص

بالمجمل يتحدث عن طغيان ارتدى ثوب القداسة ،(وربما هذا ما يفسر لجوءه لنفس الثوب النخلة عمة الإسلام )، قمع ، اندثار ، سلطوية فئة على فئة ، انتشار وبائي ، سلخ ، موت ، صمم ، عري (فكري ، فقري /من فقر ) وما حاجت هؤلاء سوى إلى دماء جديدة وفكر و وعي جديد منبثق يفضي إلى حياة حرة كريمة ..

- هل يرجمونني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

لمجرد أن تقول /رجم / فورا يتبادر إلى الذهن الزانية التي رجمت ،إذاً الرجم عقوبة الزاني 

والقصد أن يقول هل سيسمحون لي أم سيتذرعون بحجة أني زان ( فهي العمة وليست زوجة ) ، ويرجموني /يمنعوني 

إشارات الإستفهام الكثيرة ليست إلحاحاً بالسؤال بقدر ماهي حشراً لذاك الآخر وتحدياً فإن سمحوا( وهم الداعون بها) ، فكان بها فهذا مبتغاه /التجدد ، وإن لم يسمحوا ومنعوه /رجموه ،فكإنهم كفروا بثوبهم (جهلهم ) ، ومن فمهم يدينهم .

---------------------------------------------------------------

                             


تم عمل هذا الموقع بواسطة