باسم عبد الكريم الفضلي ..حالة فريدة متفردة في حريتها باستخدام وتناول والتعامل بحريته ، حالة منفلتة من أي قيد ثقافي عقائدي (مؤنظم ) مسبق ..ينطلق من مبدأ أنه هو بؤرة أي رؤية ، كل الإيديلوجيات عنده سواسية يعتمد في سيميائيته على رؤياه الخاصة لكل منها دون أن يزعزع أركانها ،بل العكس تماما يثبتها / يصلبها ومن ثم يلبسها حلة جديدة تتناسب ومعطيات ومفرزات واقع الحال .لا شك أن هذه الحالة تحتاج إلى ثقافة عالية جدا وإدراك لا متناهٍ معرفي وفوق كل هذا توجها الفضلي بحس إنساني بإنسانية الإنسان وبأنه /الانسان فوق كل اعتبار فصهر بهذه الإضافة كل تلك الأيديلوجيات وكل الثقافات وكل العقائد المؤنظمة وأضفى عليها معان أخرى أخرجها من تحت أسنان لا بل أضراس الزمن لتتآلف وطرقاتنا /سُبُلنا كبشر .
سأتناول نصين يوضحان ما ذهبت إليه في موضعة شخصية الفضلي الرؤيوية من الثوابت . نص ( مرآة لا تنطق عن الهوى) و نص (موعد في ظل الغياب ) ،لكل منهما مرجعية معرفية مختلفة عن الآخر وبسيميائيته وانزياحاته الشديدة المعروف بها نلاحظ انه :
1 - في النص الأول
……………..( مرأةُ لاتنطقُ عن الهوى }……………
عباءة سُهدِ نُباح
….. تعبُّ
لألاءَ الترقُّبِ
المُـ
……………………ـبَـ
………………………………..ـدَّ ……………
………… دِ
على لمعة حذاءٍ
يشـ ……………………… ـقُّ صمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت الامس
المثقل بأصداف ضحكاتٍ
غامرتْ
بالطُّفُوِّ على سطح صخرة يتيمة تروي
قصص الطفولة المكسـ …………………………… ـورة النظرة
….. / اوكار الظلمة القادمة مع الريح الصفراء لاتبسم لنسمات بسمةٍ فقيرة الجيب
…. :
افتحِ الباب
… وانزوِ خلف كلمتك المسلوخة الوجه
إفتحْهااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا دونَ احتجاب
…. سيقلِّبون
شجرَ هديلِ بطولاتي تحت سلالم العزلة
باحثين عن
لونِ جِلدي
…./ زقاق الدفاتر المدرسية مفتوحٌ ( …!!!؟؟ ) على طيارتِكَ الورقية لكنَّهُ اصم
فتحتُها… فانا
لااملكُ المفتاح
……. لقدِ إتَّسعتْ
حفرةُ اسرارِ الخطواتِ العمياء
صُحبةَ حادي أُبُوَّةِ ألهَلْ من إبرةٍ لِرفْيءِ ثُقبِ السماء
.. كل الطرقات تتعثّر
بأجنحة الهروب الى
…………………………………………… منفى الاسماء البريئة
وحصار شواهد قبور الذكريات للحلم الآتي
.. يخنق شفاه منعطفات المقل الراكضة
امامَ صور الثرثرة العجائزية الاحضان
(صورة فوتوغرافية ..: مشط اللوعة يسرِّحُ خبزَ المنابر ) ..
فقد صادروا حطب الغابات المسحورة
ــ اخلع احد سني ممالك ضيائك
…. ( هذر الملاحم يصحي فرسان معابد الوفر / لاتفُه ببنت امنية )
ــ لكنَّي اضعتُ عناوين سواقي ترحالي بين النجوم
الساحاتُ القفراءُ الوعد
مازالت تتناسل في جحر املي
وانا اعزل الحتين
ماذا لو واقعتُ عمتي النخلة ..؟؟؟
……………….. هل يرجمونني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تناول الأديولوجيا القرآنية /الإسلامية فقد وشت به بعض المفردات والجمل ( الظاهرة . المؤولة ) الريح ومدلولاتها ، الرياح ومكافئاتها ( رسل الخير ) ،وحادي الأبوة ،وثقب السماء ، والعمة النخلة هو لم يدحض أيا منها لكن بشكلانية أسلوبية مميزة استطاع أن يداخلها وحياة الفرد وحاجياته (الانسانية) المباشرة .
( لاحقا'' سأورد دراسة تفصيلية تحليلية لكامل النص )
2- في النص الثاني (موعد في ظل الغياب )
أنت ..
قيثارةُ الزمنِ المصلوب
على غربة
ضفـــــــ...................جراحي.................... ــــــاف
تمحوني
.......... صخَبَ ارتعاشةٍ يخطني
.... على شفاه الوجوم
.... صدى سرِّ اندثار.... بعثرني
....... في غدي ... ...
ترسمني
........... في عين المدى
..... نسيمَ بركان ........ يوقدُ
عماءَ جمر حنيني
....... لجناحٍ مطر...... يطوي
بساتِينََ احتراقي
... في عينِ عواء
سلاسلي الصدئةِ ...الذاكرة .. يزرعني
قُبلةً ... في حضن نضوبي .. يملأ
كأسَ عناقي ظلّي .... هديلَ زلازلي .... يراقص
حلم بذاري ... أُغنيةً تموزية ... على
دروب .... الامل ..... سألتقيني
.... على جدران اوروك ... انحتُ
اسماء السنين القادمات ....
بعناوين خطواتي .......
اتخذ من المعطيات /الركائز المسيحية حصاناً ...هو أيضا لم يدحضها بل العكس كما فعل في النص الأول ثبتها /صلبها وانبثق منها ليصل لمبتغاه .
لا أوضح من كلمة الصلب لتشير إلى الايديولوحيا المسيحية ،ثم إشاراته إلى الزمن ومدلولاته في الكتاب المقدس
- ( كرونوس كلمة تعنى بالتسلسل الزمني للأيام // الزمن )
- كايروس كلمة تعنى باللحظات التي تحدث بالزمن لكنها تبقى فوقه أي لا يطويها الوقت //ابنة الوقت ، وأيضا بانزياحيته المعتادة ، فعندما يشير إلى
صلب الزمن //الدخول في معركة مع الموت(الواقع والذي يشبه الجحيم)، أدت للإنتقال من العار إلى النصر( تمحوني ، ترسمني) أي ( هزيمة الموت بموت ) فنتجت ابنة الوقت ابنة
اللحظة الآنية ( والتي هي فكرة النص/الكاتب الأساسية )كلمة ترسمني ،باستنباط هذه اللحظة المستدامة استطاع الفضلي أن يقحم الدوامية ،الاستمرارية ، الأبدية في الزمن فغيره / بخطواته ...أي أعطاه قيمة و وجودا نتيجة الفعل
أنحتُ
أسماء السنين القادمات ....
بعناوين خطواتي ....
- الواضح تأكيده على الأفعال الحاضرة ( يوقد .يطوي . يملأ .يزرعني . ) وآخرا سألتقيني إشارة مستقبلية
ما أود قوله انه أخذ من كلا المعطيين (مبدأ للوحي ) لا أكثر ولا أقل فاستطاع أن يفكك حدود الزمان والمكان بتلك اللحظة المستدامة (أبنة الوقت ) لحظة يقين بحال وحاجيات الإنسان الإنسانية وما يعانيه في واقعه الآني غير آبه لابهذه الاديولوجيا ولا بتلك فليست هي هدفه ،هدفه وهمه الوحيد الانساااان المتجدد المواطن بوطن تسوده وتحكمه الإنسانية ...هذه هي شخصية الفضلي الرؤيوية وكأن لسان حاله يقول دعونا نعيش أرضنا بنبض اللحظة ....